في حب الكتب
أول مبادرة لتبادل الكتب في السلطنة عبر المكتبات المجانية الصغيرة في الموج مسقط
بالنسبة للكثير منا، فإن بعض أجمل ذكريات الطفولة تتمثل في إحتضان كتابنا المفضّل لقراءته في السرير أو عندما يقرأ لنا أحد الوالدين قصة ما قبل النوم. كما أن الوقت الذي قضيناه مع الأصدقاء تضمّن الكثير من تبادل الحكايات حول مغامرات شخصياتنا الخيالية المفضلة، ولا شك أن معظمنا يذكر كيف ارتدى زيّ الأبطال المفضلين من الكتب والحكايات في المدرسة. وعلى الرغم من أن الشغف بالكتب والقراءة يبدأ من سن مبكرة، إلا أنه غالباً ما يستمر ويزداد مع التقدم بالعمر – حيث أن الكتاب الجيّد يمنحنا دقائق قيّمة تخرجنا من أجواء التوتر والتعب.
وفي مبادرة هي الأولى من نوعها في السلطنة، يفخر الموج مسقط بأن يكون أحد المشاركين في برنامج المكتبات الصغيرة المجانية العالمي، والذي يهدف إلى ترسيخ حب القراءة والمطالعة لدى الجميع من كافة الأعمار، والحرص على تواصل الناس في أحيائهم. ومن خلال تلك الحركة العالمية غير الربحية، يتم تبادل ملايين الكتب حول العالم – مما يعزّز إمكانية حصول القراءة على مختلف الكتب.
وتوجد حالياً أربع مكتبات مجانية صغيرة في أنحاء مختلفة من الموج مسقط تتضمن الممشى وممشى المرسى ومساكن الريحان وحديقة الشاطئ. تتميز هذه المكتبات بتصميم يحاكي منازل الطيور المسالمة وتضم أعمدة إنارة تعمل بنظام الطاقة الشمسية لتوفر الكتب لكل من يريد الحصول على كتاب في المجتمع أو يرغب في تقديم كتاب لمشاركته مع القراء الآخرين.
وتوفر فكرة "خذ كتاب وتبرع بكتاب" لتبادل الكتب مجاناً طريقة مميزة لتبادل الكتب على اختلافها، من الكتب المفضلة للأطفال إلى الكتب التي تنصح بها الأصدقاء أو تلك الكتب التي تعلمك وتجعلك تعيش حكايات بين صفحاتها. وفي عالمنا الرقمي اليوم، تؤثر الأجهزة الذكية والتكنولوجيا على تواصلنا الاجتماعي وتؤدي إلى قدر أقل من التفاعل والتواصل الفعلي بين الناس. فلماذا لا نستفيد من تلك الموارد لتكون مصدر إلهام لنا لإقامة نادٍ للكتب في أحيائكم أو لتأخذوا بضع دقائق من يومكم الحافل للجلوس في مقهى مع الأصدقاء والإستمتاع بقراءة فصل أو فصلين من كتاب جديد.
وتعدّ تلك المكتبات هدية من الموج مسقط وهي ملك للجميع – الجيران والأصدقاء والسكان، ولهذا علينا أن نحافظ عليها. ويمكن للجميع مساعدة المتطوعين من السكان في الحفاظ على المكتبات المجانية الصغيرة وتزويدها باستمرار بالكتب ومواد القراءة المميزة، ليتمكن الآخرون من الإستفادة منها.
يشار إلى أن سكان مجتمع الموج مسقط أبدوا بالفعل استجابة مشجّعة جداً لمبادرة تبادل الكتب، حيث يمكن العثور على مجموعة كبيرة من الكتب بمختلف اللغات والمواضيع للكبار والصغار في المكتبات الصغيرة المجانية الموزعة عبر المشروع.
ويواصل الموج مسقط، الوجهة المثالية لنمط الحياة العصرية في السلطنة، العمل نحو تعزيز رفاه المجتمع من خلال تشجيع المبادرات المجتمعية التي تثري المعرفة وتوطّد العلاقات بين سكان وزوار هذه الوجهة الرائدة. فالحياة اليومية المعاصرة في الموج مسقط تتجاوز مجرد الإقامة في منزل أو زيارة مركز تسوق – إذ أنها تضفي القيمة على حياة الناس عبر تزويدهم بطرق غنية ومنوعة تثري تجربة الجميع.
- انتهى -